الموقع الأثري لدُقّة
الموقع الأثري لدُقّة
يُعد الموقع الأثري لدُقّة (Dougga) من أهم وأروع المواقع الأثرية الرومانية في شمال إفريقيا والعالم، وهو شاهد على تاريخ طويل ومتعدد الحضارات في تونس.
الموقع وأهميته:
- الموقع: تقع مدينة دُقّة الأثرية في الشمال الغربي لتونس، وتحديداً في معتمدية تبرسق من ولاية باجة، على هضبة مرتفعة (حوالي 571 متر) تُطل على سهل وادي خلّاد الخصيب.
- التراث العالمي: أُدرج الموقع ضمن لائحة التراث العالمي لليونسكو منذ عام 1997، واعتُبر أفضل مدينة رومانية محفوظة في شمال إفريقيا.
- تعدد الحضارات: تتميز دُقّة بتاريخها الثري الذي يمتد لأكثر من 17 قرناً، حيث تعاقبت عليها الحضارات الأمازيغية (البربرية/النوميدية)، البونيقية (القرطاجية)، الرومانية، والبيزنطية. اسمها الأمازيغي القديم هو "تُوغَّا" (Thugga).
أبرز المعالم الأثرية:
يحتوي الموقع على مجموعة مذهلة من المعالم المحفوظة جيداً التي تعكس جوانب الحياة المختلفة للمدينة القديمة:
المسرح الروماني:
- بُني في عام 168 ميلادي.
- يتسع لأكثر من 3000 متفرج.
- يُعد من أحسن المسارح الرومانية حفظاً، ولا يزال يُستخدم لإقامة العروض الفنية.
الكابيتول (Capitole):
- يُعد من أكبر وأهم مباني الموقع، وتم تشييده بين عامي 166 و 167 ميلادي.
- هو معبد مخصص لعبادة الثالوث الإلهي الروماني: جوبيتر، جونو، ومينيرفا.
- يتميز بأعمدته الشاهقة ونقشه الذي يمثل رجلاً محمولاً على نسر.
الضريح الليبي-البوني (ضريح آتيبان):
- يُعد رمزاً فريداً للتراث ما قبل الروماني في تونس.
- بُني في القرن الثاني قبل الميلاد، ويبلغ ارتفاعه حوالي 21 متراً.
- هو ضريح لـ "آتيبان بن أبتيمتاح"، أحد أمراء نوميديا، ويحتوي على نقش ثنائي اللغة (ليبي وبوني).
ساحة الرياح (Square of the Winds):
- ساحة محاطة بالمعابد، سُميت بهذا الاسم لوجود نقش دائري كبير يمثل أسماء الرياح الاثنتي عشرة.
الحمامات الرومانية:
- تضم المدينة العديد من مجمعات الحمامات، مثل حمامات ليسينيان (Licinian Baths) التي بُنيت في القرن الثالث ميلادي.
المعابد الأخرى:
- معبد ساتورن (زحل): بُني على موقع معبد بوني سابق مخصص للإله بعل حمون.
- معبد جونو كاليستيس.
الفسيفساء:
- تشتهر دُقّة بلوحات الفسيفساء البديعة التي كانت تزين المنازل والمباني العامة، وتصور مشاهد من الحياة اليومية والميثولوجيا الرومانية.
باختصار، دُقّة هي مدينة أثرية متكاملة تقدم نموذجاً استثنائياً لتكييف التخطيط العمراني الروماني مع نسيج المدينة النوميدي-البوني الأصلي، ما جعلها "جوهرة" المواقع الأثرية في شمال إفريقيا.






