بولا ريجيا
الموقع الأثري "بولا ريجيا"
تعتبر مدينة بولا ريجيا (Bulla Regia) موقعًا أثريًا رئيسيًا في شمال غرب تونس، وتقع بالقرب من مدينة جندوبة الحديثة. اسمها باللاتينية يعني "بولا الملكية"، وهو ما يعكس تاريخها كعاصمة للملك النوميدي ماسينيسا، الذي كان حليفًا للرومان.
فيما يلي بعض المعلومات الرئيسية حول بولا ريجيا:
- التاريخ: تعود أصول المدينة إلى العصور القديمة، مع وجود أدلة على مستوطنة يعود تاريخها إلى القرن الرابع قبل الميلاد على الأقل. تأثرت لاحقًا بقرطاج ثم أصبحت تحت السيطرة الرومانية في عام 203 قبل الميلاد. وصلت المدينة إلى ذروتها خلال الفترة الرومانية، حيث أصبحت بلدية رومانية مزدهرة.
- هندسة معمارية فريدة: تشتهر بولا ريجيا بهندستها المعمارية الفريدة، وخاصة الفيلات الرومانية ذات الطوابق السفلية. هذا التصميم، الذي لا يوجد في أي مكان آخر في العالم الروماني القديم، كان على الأرجح طريقة ذكية لسكانها للهروب من حرارة الصيف الشديدة عن طريق العيش تحت الأرض. بُنيت المنازل من مستويين: فناء على مستوى الأرض ومستوى أعمق وأكثر برودة مع غرف وأفنية للمعيشة.
الآثار الأثرية: يحتوي الموقع على عدد من الهياكل المحفوظة جيدًا، بما في ذلك:
- المسرح: مسرح كبير ومثير للإعجاب لا يزال يستخدم للعروض حتى اليوم.
- الساحة العامة (المنتدى): المساحة العامة المركزية للمدينة، مع بقايا المعابد والسوق.
- الحمامات الرومانية: العديد من مجمعات الحمامات، بما في ذلك حمامات مميان وحمامات فينانتي.
- الفيلات: الفيلات الشهيرة تحت الأرض، مثل "دار الصيد" و"دار الزهرة"، والتي تتميز بفسيفساء مذهلة.
الفسيفساء: تشتهر بولا ريجيا بشكل خاص بمجموعتها الواسعة من الفسيفساء المعقدة والمحفوظة جيدًا. تم نقل العديد منها إلى متحف باردو الوطني في تونس، لكن بعضها لا يزال في مكانه في الموقع. يضم المتحف المحلي في الموقع أيضًا مجموعة من القطع الأثرية، بما في ذلك الفسيفساء والمقابر.
التدهور: تدهورت المدينة تدريجيًا في الفترتين البيزنطية والوندالية وتم التخلي عنها في نهاية المطاف حوالي القرن الثاني عشر الميلادي.
اليوم، تعد بولا ريجيا وجهة سياحية شهيرة وموقعًا أثريًا مهمًا يوفر لمحة رائعة عن الحياة الرومانية والنوميدية في شمال إفريقيا.






