قصر الحمراء

قصر الحمراء: جوهرة الأندلس الخالدة


يُعدّ قصر الحمراء، الكائن في مدينة غرناطة جنوب إسبانيا، أحد أروع التحف المعمارية الإسلامية وأكثرها شهرة في العالم. لا يقتصر كونه مجرد قصر، بل هو مدينة حصينة وقصر ملكي في آن واحد، شُيّد في القرن الرابع عشر الميلادي ليكون مقرّ حكم بني الأحمر، آخر سلالة عربية حكمت الأندلس.


يشهد القصر على فترةٍ ذهبيةٍ من تاريخ الحضارة الإسلامية في الأندلس، ويجسّد قمّة الفن المعماري الإسلامي في التناغم بين المساحات المفتوحة والزخارف الدقيقة، وبين الماء والنباتات التي تُضفي على المكان سحراً خاصاً.



1. الخلفية التاريخية لقصر الحمراء

بدأت قصة قصر الحمراء مع قدوم بني نصر إلى الحكم في غرناطة بعد سقوط معظم ممالك الطوائف، واستقرارهم في الجنوب الأندلسي كآخر معقل للمسلمين في إسبانيا. في عام 1238م، أسس محمد بن الأحمر الغني بالله الدولة النصرية، وبدأ بناء الحمراء على أنقاض قلعة رومانية قديمة. توالت الإضافات والتوسعات على يد خلفائه، خاصة في عهد محمد الخامس (1354-1391م)، حيث بلغ القصر أوجه من حيث الفن المعماري والزخرفة.


استمر القصر مقرًا للحكم ومركزًا للفن والثقافة والعلم حتى سقوط غرناطة في يد الملوك الكاثوليك عام 1492م، وهو العام نفسه الذي انتهى فيه الوجود الإسلامي في الأندلس بعد نحو 8 قرون.


2. الموقع والتصميم المعماري

يقع القصر على هضبة السبيكة المطلة على نهر دارو، ما يمنحه موقعًا استراتيجيًا يهيمن على مدينة غرناطة القديمة.


يشمل قصر الحمراء ثلاثة أجزاء رئيسية:

  1. القصبة (الحصن):
    أقدم جزء في المجمع، كانت تستخدم لأغراض عسكرية ودفاعية، وتضم أبراجًا وأسوارًا تحيط بالقصر.

  2. القصر الملكي:
    ويشمل عدة أبنية وأجنحة كانت مخصصة للحكم والإدارة والسكن، أبرزها:

  • قصر الملوك الناصريين

  • قاعة السفراء

  • فناء الريحان

  • فناء الأسود

  3. جنة العريف (Generalife):
تقع في موقع مرتفع خلف القصر، وكانت بمثابة حدائق استراحة للملوك. تتميز بحدائقها الغنّاء، والنوافير المائية، والممرات المظللة بالأشجار.

الأبراج:


 يحاط قصر الحمراء ب 37 برج عملاق.


  • برج قُمارش Torre de Comares فوق قاعة السفراء.
  • برج المتزين Torre de Peinador.
  • برج العقائل Torre de Las Damas.
  • برج الآكام Torre de los Picos.
  • برج الأسيرة Torre de La Cautiva.
  • برج الأميرات Torre de Las Infantas.
  • برج الماء Torre del Agua
  • برج الرؤوس Torre de Las Cabezas.


الأبواب:


  • باب الغدور Puerta de Las Pozas.
  • باب الطّباق السبع Puerta de Siete Suelos
  • باب الشريعة (المدخل الرئيسى الايام دى للحمراء).
  • باب السّلاح Puerta de Las Armas.
  • باب الشراب جوه الأسوار.


3. الفن والزخرفة في قصر الحمراء


يمثل قصر الحمراء ذروة الزخرفة الإسلامية الأندلسية، ويتميز بالتوازن بين البساطة والفخامة



  • الكتابات والزخارف:
    تتزين الجدران بآيات قرآنية، وأشعار عربية منسوبة لكتّاب البلاط مثل الشاعر
    ابن الزمرك. كثيرًا ما تتكرر عبارة "ولا غالب إلا الله"، وهي شعار الدولة النصرية.

  • الزخرفة الجصّية والخشبية:
    تشمل نقوشًا هندسية نباتية دقيقة، وأنماطًا متداخلة تعكس عبقرية التصميم الهندسي الإسلامي.

  • استخدام الماء والضوء:
    تشكل البرك والنافورات عنصرًا رئيسيًا في الجمال البصري والروحي للقصر، حيث تعكس المياه تفاصيل الزخارف وتعزز الشعور بالسكينة والسمو.



4. فناء الأسود: جوهرة الحمراء

يعد فناء الأسود (Patio de los Leones) أبرز معالم الحمراء وأكثرها شهرة، ويمثل قمة التناسق بين الهندسة والفن. يتوسطه نافورة رخامية محمولة على اثني عشر تمثالًا لأسود، وهو أمر نادر في الفن الإسلامي الذي قلّما يصوّر الكائنات الحية.


يحيط بالفناء أروقة مدعّمة بأعمدة رشيقة من الرخام، تزينها نقوش دقيقة وخطوط عربية بديعة، ما يضفي على المكان إحساسًا بالقداسة والجلال.



5. سقوط الحمراء والتحولات بعد 1492م

بعد سقوط غرناطة عام 1492م، دخل قصر الحمراء مرحلة جديدة من تاريخه. استخدمه الملوك الكاثوليك كقصر ملكي، وأضيفت إليه عناصر معمارية أوروبية، أبرزها قصر شارل الخامس الذي بُني داخل مجمع الحمراء بطراز النهضة الإيطالية.


لكن الحمراء، رغم هذه الإضافات، حافظ على طابعه الإسلامي الفريد، بفضل تفوقه الفني والمعماري الذي جعله مميزًا عن كل المباني الملكية في أوروبا.


6. قصر الحمراء اليوم

في عام 1984م، أدرجت اليونسكو قصر الحمراء ضمن قائمة التراث العالمي، كواحد من أروع المعالم الثقافية في العالم. يستقطب القصر اليوم ملايين الزوار سنويًا من مختلف أنحاء العالم، وهو رمز مشترك للحضارة الإسلامية والإسبانية معًا.


يمكن للزائر اليوم استكشاف القاعات، الفناءات، الحدائق، والاستمتاع بجولة عبر عصور التاريخ الأندلسي.

في عام 1984م، أدرجت اليونسكو قصر الحمراء ضمن قائمة التراث العالمي، كواحد من أروع المعالم الثقافية في العالم. يستقطب القصر اليوم ملايين الزوار سنويًا من مختلف أنحاء العالم، وهو رمز مشترك للحضارة الإسلامية والإسبانية معًا.


يمكن للزائر اليوم استكشاف القاعات، الفناءات، الحدائق، والاستمتاع بجولة عبر عصور التاريخ الأندلسي.


By Walter Räuchle October 23, 2025
صَلِيحَة (الاسم الكامل: صَلّوحة بنت إبراهيم بن عبد الحفيظ ) هي مطربة تونسية وُلدت سنة 1914 في دشرة نبر التابعة لولاية الكاف ، وتوفيت في 26 نوفمبر 1958 بمدينة تونس . اشتهرت بصوتها الشجي الذي تميّز بمسحة بدويّة واضحة، مما منحها مكانة بارزة في الساحة الفنية التونسية في النصف الأول من القرن العشرين.
By Walter Räuchle October 23, 2025
Malaq Dam
By Walter Räuchle October 22, 2025
El Kef – Sicca Veneria
By Walter Räuchle October 13, 2025
Alhambra Palace: the eternal jewel of Andalusia
By Walter Räuchle October 13, 2025
 Andalusian Arab Architecture: A Timeless Cultural Legacy
By Walter Räuchle October 9, 2025
The Most Important Tourist Sites In Northwestern Tunisia
By Walter Räuchle October 9, 2025
المعمار العربي الأندلسي: إرث حضاري خالد 
By Walter Räuchle September 25, 2025
Northwestern Tunisia is renowned for its rich archaeological heritage and historical diversity, reflecting the succession of civilizations that have passed through the region—from Berber and Carthaginian to Roman, Byzantine, and Arab. Some of the most important archaeological sites include:
By Walter Räuchle September 25, 2025
The archaeological site of Dougga is one of the most important and magnificent Roman sites in North Africa and the world. It stands as a testament to Tunisia’s long and multi-civilizational history.
By Walter Räuchle September 25, 2025
Bulla Regia is a major archaeological site located in northwestern Tunisia, near the modern city of Jendouba. Its Latin name, "Bulla Regia," means "Royal Bulla," reflecting its history as the capital of the Numidian king Masinissa, who was an ally of the Romans.